نظّم معرض الرياض الدولي للكتاب في اليوم الثاني من بدء انطلاقته ندوة حوارية بعنوان: "عوالم الكتابة في الخيال العلمي"، قدمها كل من الدكتور الروائي منذر القباني والدكتور الروائي أشرف فقيه، وحاورتهم الأستاذة رباب آل زهير وذلك ضمن الأنشطة والفعاليات المقامة على هامش المعرض،الذي يأتي تحت شعار "وجهة جديدة، فصل جديد" ويستمر عشرة أيام.
أدب الخيال العلمي خطوة للوراء إلى ما قبل عودة إلى اللحظة التي سبقت الحكايات المبنية على قصص واقعية وحقيقية يوم كانت مجرد فكرة متخيلة،وارتداد إلى بداية كتابة الخيال العلمي، ودخولها ضمن أشكال الرواية، وحصولها على مساحة من الضوء، وصناعة الفرق وإسهامها في الإلهام.
وبداية وصف الروائي منذر قباني معنى الخيال العلمي بأنه مفهوم يسهل فهمه ويصعب شرحه، وأنه في الوقت نفسه أداة للتميز وملاحظة الفروق، في حين أن أدب الخيال العلمي هو محاولة التفكير في المستحيل وما يمتنع حدوثه وافتراض أنه ممكن، وإمكانية تمرير التفاصيل عبر حكاية.
من جانبه وصف أشرف فقيه بأن كل الحكايات متخيلة، ولكن ميزة الخيال العلمي بأنه تطور للتعامل مع العلوم، وزيادة التفاعل بين الإنسان والمعرفة، موضحاً أن أدب الخيال العلمي توقع تطورات العالم وتغير شكل الحياة واستشراف المستقبل.
يأتي أدب الخيال العلمي مساحة تقلصت فيها المسافة بين الحكاية والعلم، بين الواقع والمستقبل،واستيعاب للثورة الصناعية والاقتصادية، دلالة على مقولة اينشتاين "الخيال أهم من الحقيقة"، وتعود بدايته بحسب وصف الدكتور منذر إلى رواية الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي مبدعة شخصية فرانكنشتاين عام 1818م،التي تعد تاريخا فعليا لكتابة أدب الخيال العلمي، بوصفها صنعت ركيزة أساسية لكتابة الرواية من خلال وجود قضية محورية، وبعدها الإنساني والعلمي. مضيفاً أن تطور أدب الخيال العلمي ينعكس على تطور الأمم، والدليل أنه في القرن العشرين كان أهم كتاب هذا الصنف الأدبي من أمريكا.
بالمقابل نفى الدكتور فقيه وجود علاقة بين أدب الخيال العلمي والأساطير، وذلك لأن الحكاية في أدب الخيال العلمي تستند على فكرة وتفسيرات علمية وليست خرافة وخزعبلات.
وأضح قباني أن عملية بناء العوالم في كتاب أدب الخيال العلمي تخضع لمجموعة من العناصر بداية من الفكرة التي تتضمن مفاهيم علمية، ثم ما هي القضية والأسئلة التي تجيب عليها الحكاية، وبعدها الصياغة والحبكة والذروة والعقدة. في حين كشف فقيه عن اهتمامه بعنصر الأصالة وتفاصيل المكان، بحيث يمكنه وضع نفسه مكان البطل،حتى تكون الحكاية مرتبطة بالواقع.
اللافت أن تجربة كتابة أدب الخيال العلمي تستند على مفهوم وفلسفة الاحتمالات وماذا لو ترسم تصورات متوقعة عن توجه البشرية وسير الحياة، تمنح العالم مساحة ملهمة للاكتشاف، وطريق للافتراض وتشكيل الأمنيات وما يرغب الشخص في حدوثه، رحلة تأمل موجهة للمستقبل.
وفي السياق نفسه أوضح منذر القباني أن ندرة الأسماء في كتابة الخيال العلمي تعود لحاجة هذا الصنف إلى حرفة السرد والخلفية العلمية في الوقت نفسه، ولكن يمكن تعويض النقص في أي من الحاجتين ويمكن تغذيتها بالقراءة والتدريب. من جانبه أوضح أشرف فقيه أن رواية الخيال العلمي هي عبارة عن نقاش فلسفي، وأنها عندما تعاني من قلة الانتشار فذلك بسبب أنها ذاهبة للمستقبل، بينما بقية الروايات تعود للماضي وهو ما يثير الحنين والرغبة في استعادته، واصفاً العمل الإبداعي بالتجربة النبيلة.
وأعرب ضيفا ندوة "عوالم الكتابة في الخيال العلمي" أن كتاب أدب الخيال العلمي يعد رافداً معرفياً وتنويرياً، في حين أن قراءة أدب الخيال العلمي ضرورية لأنه أصبح جزءاً من الواقع، وبصفته يطرح أسئلة ويحفز على البحث عن إجابات، وما هي طبيعة العلاقات الإنسانية، وكل ذلك يأتي ضمن اهتمام وحرص وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة في تقديم الفنون والعلوم بمختلف أشكالها في قوالب مبتكرة ومحفزة، تحقق الدهشة وتفتح مساحات الإلهام.
الجدير بالذكر أن الروائي منذر قباني كتب مجموعة من الأعمال في الخيال العلمي، ومنها: "حكومة الظل، عودة الغائب، فرسان وكهنة، قطز، قرين، زوجة واحدة لا تكفي.. زوج واحد كثير، صائد الساحرات" في حين أن الروائي أشرف فقيه له أعمال منها: "صائد الأشباح، حنيناً إلى النجوم، نيّف وعشرون حياة، المخوزق، رسم العدم؛ قصة ليوناردو فيبوناتشي مع الصفر والأرقام العربية.
إضافة تعليق جديد