"برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة ، دشَّن معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المعرض العالمي للخط العربي، الذي أقامته اليوم المكتبة بشكل متزامن بين الرياض وفرعيها في الدار البيضاء وجامعة بكين، بمشاركة أشهر الخطاطين المعنيين بالخط العربي وفنونه، وبحضور معالي نائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ ، ورؤساء الهيئات الثقافية بوزارة الثقافة وعدد من الشخصيات المعنية بفنون الخط العربي .
وأشار معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إلى أن هذا المعرض العالمي يأتي استجابة لمبادرة سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بأن يكون عام 2021 عام الخط العربي في خطوة تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية، ومؤسساتها الثقافية والمعرفية، والوعي الكبير بأهمية العناية بموروثنا العربي الإسلامي الأصيل، لا سيما الخط العربي، بوصفه إحدى أهم سمات حضارتنا، التي تفرَّدت بها على بقية الحضارات والثقافات، ومازال مؤثرًا فاعلاً في عدد من اللغات الأعجمية التي تكتب حرفه كالبلوشية؛ والهاوسا؛ والكشميرية؛ والسندية؛ والأردية؛ والطاجكية؛ والتوسوكية؛ والفارسية؛ والبنجابية؛ والأذرية وغيرها ، باعتباره أحد أهم أشكال الفن العربي الأصيل، الشاهد على أناقة الحرف المرسوم، وتنوع أشكاله البصرية والفنية والجمالية، والمعزِّز لهويتنا الثقافية .
وأوضح أن تاريخ الخط العربي، قد سجَّل أبرز من خدم الخط العربي وأظهر جمال حروفه وهندسها ونظم سطوره ونمقها، مشيرًا إلى قُطبة المحرِّر وابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي وحمد الله الأماسي والحافظ عثمان والخطاط راقم ومحمد سامي ومحمد شوقي وحامد الآمدي والخطاط هاشم محمد رحمة الله عليهم أجمعين، جنبًا إلى جنب مع الخطاطين السعوديين البارعين الذين أسهموا إسهامات رائعة مميزة في هذا الفن .
وأكد أن هذا المعرض الفني، يتماهى مع جهود وزارة الثقافة، التي حددت ستة أهداف رئيسة، يتمحور حولها عام الخط العربي، تبدأ بإبراز فن الخط العربي بصفته فنًا قائمًا بذاته، وتعزيز دور المملكة العربية السعودية كحاضنة للخط العربي، وراعية وداعمة له، وتعزيز ممارسات الخط العربي وتحفيزها على مستوى المؤسسات والأفراد، وتقديم الدعم للمتخصصين والموهوبين في الخط العربي، ونشر ثقافة استخدام الخط العربي بين النشء، إضافة إلى توحيد جهود القطاعات المعنية والمبادرات الفردية لخدمة فن الخط العربي، مشددًا على الدور الوظيفي لمكتبة الملك عبد العزيز العامة من خلال تنظيم هذا المعرض العالمي بالرياض وبفرعيها بالدار البيضاء وبكين الذي يعزز ثقافتنا وهويتنا الحضارية، ويجعلنا نتلاقى جميعًا على جسور رؤاها الإبداعية والفنية، في عمل متكامل يشكله الحرف والقلم والورق في فضاء محبب ورحب لكل محبي الكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية، ولكل محبي الثقافة والمعرفة والإبداع .
من جانبه ألقى فنان الخط ناصر بن عبدالعزيز الميمون كلمة الخطاطين السعوديين، شكر فيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على إقامتها لهذا المعرض المهم والمتنوع، وركز على سمات الخط العربي وما يحدثه من تأثير فني بصري له مكانته الإبداعية المتميزة، مشيرا إلى عناية المملكة بهذا الشكل الفني الذي يزيد من مساحة فنون اللغة والثقافة العربية والإسلامية .
وقد تم تسليم جوائز الفائزين بمسابقة الخط العربي، التي كانت المكتبة قد أعلنت عنها من قبل في نهايات العام 2020 وعددهم (17) فائزا مثلوا مدارس الخط العربي الفنية المتنوعة .
ثم تجول الضيوف في المعرض وشاهدوا أبرز معروضاته ومقتنياته .
يُذكر أن المعرض العالمي للخط العربي، مقرَّر استمراره حتى نهاية هذا العام 2021م ، حيث تعرض فيه لوحات متنوعة لأشهر وأمهر الخطاطين، و مخطوطات نادرة تبرز جماليات الخط العربي وأنواعه، بالإضافة إلى عملات نادرة من المسكوكات الإسلامية، تمثل العصور الإسلامية المختلفة من مقتنيات المكتبة، وعرض مكتبة تضم أكثر من (200) كتاب عن جماليات الخط العربي وفنونه، ولوحات متنوعة بأنواع الخط بواسطة أشهر وأميز الخطاطين، ومخطوطات نادرة تبرز جماليات الخط العربي وأنواعه، كما تقام على هامشه مجموعة من الفعاليات الفنية المتعلقة بالخط العربي، بالإضافة إلى (15) ورشة عمل للمتقدمين في مجال الخط، والمبتدئين والناشئة، ومسابقة ارتجالية للأطفال، كما يتم عرض متجر لبيع الأدوات الخاصة بالخط العربي ."
إضافة تعليق جديد